مجلس الأمة
نسخة للطباعة

رد مجلس الأعيان على خطاب العرش السامي
في افتتاح الدورة فوق العادية
لمجلس الأمة الأول

يا صاحب الجلالة

إن مجلس الأعيان ليحمد الله على ما يسر له من وضع أسس الوحدة والاستجابة لداعي المصلحة بتوحيد الضفة الغربية من الأردن مع أختها الضفة الشرقية واجتماعها في مملكة واحدة يظللها التاج الهاشمي المفدى وان هذه الوحدة إنما كانت صدى إرادة قومية ورغبة وطنية كما كانت الوقاء من كوارث علمتنا التجارب إلى أي مدى تذهب مما لو سبق حدوثه وكانت للناس الجرأة الضرورية للقيام بمثله فيما مضى لتجنب العرب هذا المصير وان المجلس يرى لزاماً عليه أن يشكر لصاحب الجلالة الملك المعظم ربان السفينة المجرب ما أيده الله به من نفوذ بصيرة ومن بصر ثاقب يشق طريقه لسفيتنه بين عواصف هوج من أهواء ونزعات.

ثم إن المجلس ليرفع لصاحب الجلالة الهاشمية اخلص الشكر مقرونا بالإعجاب والإكبار للروح الطيبة التي تجلت بحرص جلالته أيده الله على أن لا يكون قرار الوحدة ماساً بأية تسوية نهائية لقضية فلسطين يكون للعرب فيها خير وعزة وبحرصه كذلك على التعاون مع الدول العربية في نطاق الأماني القومية كما يذكر بكثير من الاعتزاز والامتنان وعد جلالته حفظه الله بتعديل الدستور مؤملا أن تأتي التعديلات المرتقبة بما يساير الحاجات الاجتماعية ويمهد السبيل الصالح لتحقيق الأهداف القومية وان ما تجلى في خطاب العرش السامي من سياسة رشيدة وخطط حكيمة ليقابله مجلسنا بالتأييد الكامل لأنه يجمع من البصر بالأمور والشجاعة في مواجهة الحقائق.

يا صاحب الجلالة

إن المجلس ليرى لزاما عليه أن ينوه بما تجلى في تصاريح جلالتكم وعلى رأسها خطاب العرش الكريم من العناية والتوفر على مصلحة اللاجئين والتماس المنفذ لهم مما يعانون والعمل على إسعافهم بما يتسع له الامكان في شأن رد غربتهم ورد أملاكهم عليهم والمجلس بعد هذا يرى أن بلادنا في حاجة قصوى إلى تحقيق رغبات صاحب الجلالة الهاشمية بأحداث نهضة اقتصادية شاملة في سائر الميادين ونهضة تعليمية وأخرى اجتماعية حتى تستطيع البلاد أن تسير على قدميها وان لا تتحامل على نفسها أو غيرها وان في طليعة السعي لهذه النهضة تحقيقا لما قرب وبعد من الأهداف الاقتصادية والعمرانية وان المجلس ليعود فيشكر صاحب الجلالة الهاشمية لحرصه على إتباع هذه الخطة في إيثار العمل على وحدة الصفوف والدعوة إلى التسامي عما سوى ذلك عسى أن يأتي يوم على العرب يشعرون فيه إنهم بعد إن كانوا أشتاتا أمواتا لم يبلغوا ما بلغوه من العزة بعد البعثة إلا بالوحدة والله المسؤول أن يوفق جلالتكم إلى إتمام ما بدأتم به من جمع شتات الأمة العربية والسير فيما أخذتم من سبيل وان يحفظكم للبلاد ملاذا وركنا وللعرب مثابة وحصنا.