مجلس الأمة
نسخة للطباعة

رد مجلس الأعيان على خطاب العرش السامي
في افتتاح الدورة العادية الثانية
لمجلس الأمة الرابع

ياصاحب الجلالة

يتشرف مجلس الأعيان بأن يرفع الى مقامكم السامي اخلص آيات الشكر والامتنان على تفضلكم بافتتاح مجلس الامة في دورته العادية الراهنة، ويقابل التحية الملكيه الكريمة بأصدق مشاعر الاخلاص والولاء لعرشكم الهاشمي المفدى، كما يعتز ويفخر بما تكرمتم جلالتكم فوجهتم الى اعضائه من تهنئة سامية، وثقة غالية بمناسبة تعيينهم للمجلس الجديد، ويشاطر جلالتكم الرجاء ان تكون هذه الدورة فاتحة يمن مقرون بصالح الأعمال ، وان يوفقنا الله تعالى الى السداد ، ويهدينا سبل الرشاد لما فيه الخير لامتنا المجيدة والازدهار لوطننا العزيز.

ياصاحب الجلالة

ان مجلسنا ليقدر اجل التقدير دقة المرحلة التي تجتازها من مراحل حياتنا السياسية ، ويدرك كل الادراك خطورة ما تواجهه بلادنا العزيزة في هذه الاونة من مشاكل ومعضلات خارجية وداخلية،يقتضي لمعالجتها معالجة مجدية فعالة ان يتوفر انقى جو من التعاون الوثيق والتفاهم التام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مضافاً الى ما ينبغي اثباته اليوم اكثر من أي زمن مضى من تجرد واخلاص في خدمة الوطن وقضاياه، وحكمة وسداد في تصريف الامور . واننا من ناحيتنا نؤكد لجلالتكم عزمنا الصادق على ان نبذل اقصى ما نملك من قوة وجهد لاداء نصيبنا من الواجب المشترك في درء الاخطار وحل الازمات بما يحقق الامال القومية والاماني الوطنية ويكفل الامن والطمأنينة والاستقرار، بعون الله.

ياصاحب الجلالة

انه ليسعدنا ان نلاحظ ونعلم ان السياسة الخارجية للحكومة الحاضرة انما هي امتداد للسياسة العامة التي اصبحت في الواقع سياسة الدولة التقليدية، الا وهي الايمان باننا جزء من الامة العربية، وبأن واقعنا الاردني يفرض علينا ان تقوم علاقاتنا مع الشقيقات العربيات على اساس متين من التعاون الاخوي المطلق في جميع الميادين لتحقيق الاهداف القومية المشتركة مع السعي الدائم لاشاعة روح التفاهم الكامل، وتعضيد كل تدبير او اجراء يهدف الى وحدة الصف بين جميع الدول العربية الشقيقة على السواء، وان مجلسنا يؤيد هذا المسلك ويدعو الحكومة الى التزامه وعدم الانحراف عنه.

واما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فاننا نعتبر ان من اقدس الواجبات القومية لاي حكومة ان تحرص اشد الحرص على المبدأ الذي بات مقرراً ومعترفاً به من الجميع، وهو انها قضية العرب اجمعين، وان اية تسوية لها يجب ان تتم في نطاق التفاهم العربي المشترك ، دون الترخيص مطلقاً في حقوق اخواننا المشردين من اوطانهم وممتلكاتهم ، والتمسك التام بحقهم في العودة اليها.

واما بالنسبة للقضية الفلسطينية ، فاننا نعتبر ان من اقدس الواجبات القومية لأي حكومة ان تحرص اشد الحرص على المبدأ الذي بات مقرراً ومعترفاً به من الجميع، وهو انها قضية العرب اجميعن، وان اية تسوية لها يجب ان تتم في نطاق التفاهم العربي المشترك ، دون الترخص مطلقاً في حقوق اخواننا المشردين من اوطانهم وممتلكاتهم، والتمسك التام بحقهم في العودة اليها.

واما فيما يتصل بالناحية الدفاعية من هذه القضية فانه لمن دواعي اعتزازنا ان نشترك مع جلالتكم في شعور الاعتماد التام على جيشنا الباسل وحرسنا الوطني الذين اثبتوا انهم حقاً درع البلاد وسياجها المتين ضد الاعتداءات الاثيمة على الحدود. واننا لنعزز وندعم كل سعي واهتمام تبديهما الحكومة لتقوية الحرس الوطني وتوفير اسباب الراحة له، ونستحثها في هذا السبيل ، كما نتطلع بلهفة وامل الى ما ستطلعا عليه الحكومة في القريب العاجل من نتائج المساعي التي بذلت لتقوية وسائل دفاعنا وزيادة عدد جيشنا وتزويده باسلحة ثقيلة وحديثة، مع بناء قوة جوية فعالة لتكملة اسباب الدفاع عن وطننا العزيز.

وختاماً، نسأل الله العلي القدير ان يحفظ جلالتكم ذخراً للامة والوطن، وان يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والفلاح ، انه نعم المسؤول.

3/11/1955