مجلس الأمة
نسخة للطباعة

خطاب العرش السامي لسنة 1942 م
في حفلة افتتاح الــدورة العاديــة الأولى
للمجلــس التشريعي الخامــس

الموافق الأول من تشرين الثاني لسنة 1942

حضرات النواب الكرام

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبيه الكريم ، وآله وصحبه الطيبين الطاهرين .

وبعد فانني من موقفي هذا أقوم مهنئا حضراتكم على ثقة الشعب العظيمة التي أولاها أياكم فاختاركم نوابا عنه في هذا المجلس التشريعي الموفق لكي تقوموا بما يترتب عليكم من وجائب تشريعية ، ومن سن قوانين ضرورية تعرضها عليكم حكومتنا الرشيدة فتقومون بها حق القيام كما كان يجري منذ بدء التعاون التشريعي فـــي بلادنا المحبوبة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، سائلا المولى عز وجل أن يوفقنا جميعا ، وأن يسدد خطانا الى ما فيه رضاه وخيرنا ، وأن يهدينا سواء السبيل . وأنني في موقفي هذا ايضا أذكر بلسان الرضى خدمات المجلس التشريعي السابق في هيئته المجموعة وسلوكه الرصين في أدق الظروف متمنيا لهذا المجلس النجاح والحكمة في أعماله المقبلة ان شاء الله .

ثم اني احمده تعالى على ما يسر لنا من افتتاح مجلسكم هذا في دروته العادية الاولى للمرة الخامسة ، ونحن بنعم الله في بحبوحة من العيش على هذه الأوقات الضنكة التي يئن فيها العالم تحت كلل حرب جائحة انافت في عامها الثالث راجين السلامة للأمة والوطن من غوائلها ، متمنين لحلفائنا النصر في عاجلها وآجلها طالبين لمبدأ الحق والحرية الفوز المرجى في آخر أدوارها فتسعد الانسانية بالطمأنينة والسلام . ثم ومن المعلوم ان لنا اهدافنا واماني اساسية ما زلنا نرمقها ونواصل السعي لتحقيقها في النهج القويم الذي سارت قضيتنا العربية عليه والذي نرجو بلوغ الغاية بالوصول اليه .

لقد مضى هذا العام يا حضرات النواب ، والخاطر مطمئن والقلب غير مرجحن فالأمن شامل ، والنشاط ، والهدوء حافل ، وهكذا فقد استتب النظام في العراق الشقيق ، وعاوده النشاط ، وقد كان لزيارة سمو الوصي المعظم لنا مصحوبا بكبار وزرائه أجمل الأثر في النفوس فازدادت الروابط وثوقا على وثوق وقويت أواصر الصلة بها .

انكم ايها النواب الكرام ، تعلمون ولاشك ما هي عليه الأوضاع الحاضرة والظروف العامة التي لا ينتظر أن تتولى الحكومات فيها مشاريع انشائية واسعة مع وجود نواح أكثر أهمية تستدعي العناية الخاصة . على اننا نسوق القول الى ما عملته حكومتنا مع مجهودات استهدفت بها رخاء الشعب . فلقد كان همها الأول تموين البلاد بما يحتاج اليه من المواد الغذائية وغيرها من الحاجات الضرورية . ومن نعم الله تعالى أن بلادنا العزيزة ترتع في بحبوحة من العيش تغبط عليها في هذه الظروف ، اذا قسناها بما تعانيه البلاد الاخرى من المصاعب ، أضيف الى ذلك ما قامت به الحكومة من اعفاء مبالغ طائلة من بقايا القروض عن فقراء المزارعين وعن الأراضي المملحة ، ومن رصد الأموال لاسعاف الزراع بحبوب البذار .

وحرى بالذكر الرقي والعمران ، وتقدم العلم ، وتحسن الصحة العامة ثم ذلك النمو المطرد في نشأة جيشنا الفتي الباسل منوها بالتعاون النزيه مع حليفتنا الكبرى وبالمودة الأخويـــة التي تربطنا بجاراتنا من الدول العربية .

حضرات النواب الكرام

ابارك لكم بعقد هذه الدورة من المرة الخامسة لمجلسكم الموقر الذي نرجو له طالعا ميمونا وخطى موفقة ، وافتتحها باسم الله العلي الأعلى وادعوكم الى البدء في العمل ، وأصلي وأسلم على نبينا الكريم محمد بن عبدالله خاتم المرسلين.